مصطفى محمود .. التلقائية

دكتور مصطفى محمود ،  هو ذلك الطبيب و المفكر و الأديب و الكاتب المصري ، وُلِدَ في شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، كانت حياته حافله بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ترك وراءة علم و فكر نستفيد منه إلى الآن ، ألّف ما يقرب من 89 كتاباً في مجالات كثيرة و منها ما آثار الكثير من الجدل حولها - و قد نتعرض لها في تدوينات مقبلة - و قدم أكثر من 400 حلقة من برنامجه القيم "العلم و الإيمان ".

ذكريات مع العلم و الإيمان:

تعرفت على برنامج العلم و الإيمان من والدي (رحمه الله) لأنه كان حريصا دائماً على أن يجمع كل الأسرة لنشاهد سوياً البرنامج ، نجلس لإنتظاره قبل موعده و عندما تأتي المذيعة لتقدم للبرنامج ، يعم الهدوء المكان و تتعلق أنظارنا بالشاشة نستمع و نستمتع ، ثم تأتي أكثر الأوقات متعة و هو وقت الفيلم القصير الذي تتضمنه كل حلقة ، و التي كان يحرص دكتور مصطفى محمود أن يجمعها بدقة لتوظف لخدمة موضوع الحلقة و يختتمها بكلمات تلخص ما سبق و دائماً كان ينهى حلقاته بالتعجب من كمال خلق الله سبحانه و تعالى .

كان أسلوبه السهل الممتنع ، فلقد كانت أعمارنا - أنا و أخوتي - متباينة في ذلك الوقت ، و لكن كنا نفهم ما يشرحه ، بالطبع ليس بشكل كامل و لكن بنسبة كبيرة .

حلقة بعنوان التلقائية :

هذه إحدى حلقات برنامج العلم و الإيمان  يشرح فيها عالمنا الجليل كيف أن هناك الكثير من التصرفات الطبيعية التي يفعلها الإنسان بكل بساطه ، هي فى الحقيقة نتاج عملية معقدة من البرمجة الدقيقة  بين خلايا المخ و الأعضاء المسئولة عن هذه التصرفات ، و أن  التلقائية نوعان :

تلقائية طبيعية : و هي التى لا يكون دخل للإنان فيها ، كتعلم الطفل خطواته الأولى فى المشي ، ففي البداية يتعثر كثيراً و يحاول مرات عديدة حتى يستطيع المشي ، و لكن كل محاولة تصاحبها برمجة من خلايا المخ ، تدرس الخطأ جيداً ثم تعدله و تبعث أوامر جديدة للقدم بالخطوات الصحيحة و إذا تعثر مرة أخرى ، تكرر نفس العملية مع تحديث الأوامر أولاً بأول حتى يتخذ الطفل خطواته الصحيحة.

تلقائية مكتسبة: و هي المهارات التي يكتسبها الإنسان نتيجة لإتقانه لها بشكل جيد ، فمثلاً صعود درجات السلم ، الأعمال اليدوية للسيدات -مثل الكروشية و التريكو - و التي تبلغ درجة الإتقان فيها أن تفعلها السيدة تلقائيا دون حتى النظر إلى ما تفعله.

و هناك مقوله جميلة أعجبتني للد/مصطفى محمود في نهاية الحلقة " الإنسان كَون في حد ذاته " و لا يراه إلا من تدبر آيات الله في خلقة.

بالحلقة تفاصيل كثيرة تدور حول الفكرة و فيلم ممتع ، لن أطيل الحديث و أترككم تستمتعون بها ، مدة الحلقة 35.48 دقيقة ، أتمنى لكم مشاهده طيبة .