استيقظت اليوم على تليفون من زوج اختي يسألني فيه عن اسم أي مستشفى تعمل في هذا الوقت المبكر فقد كانت الساعة السابعة و النصف صباحاً ، و أصبت بالفزع بعد أن علمت أن شقيقتي سقطت على الأرض و أصيبت قدمها ، و لكن الذي فزعني أكثر حينما علمت أن جميع الأطباء اليوم في "إضراب" و لا يوجد مستشفى تستقبل المرضى و لا حتى المستشفيات الخاصة ، و قد تم تحويل كل حالات الاستقبال لعدد 5 مستشفيات إلى المستشفى العام و لكن لا يعمل به سوى قسم الطواريء و لا يوجد به جراحة !!!!

استغرق الأمر مع شقيقتى حوالى الثلاث ساعات للبحث عن مكان (أي مكان ) يقوم لها حتى بالاسعافات الأولية ، و في الساعة الرابعة تمكنت من غزو المستشفى و الحمد لله وجدت دكتور عنده ضمير متبقى و قام بالكشف عليها و كانت محظوظه أن قامت إحدى الآنسات في قسم الأشعة بالتعطف عليها و عمل إشاعة لها .

و عندما عادت قصت علينا أن سائق التاكسي الذي أقلها إلى المستشفى قال أنه قام بنقل شاب أصيب في حادث يحمله والده و والدته إلى المستشفى الدولي و التى كانت الأقرب لمكان الحادث ، و لكن الأطباء هناك كانوا في إضراب فرفضوا استقباله ، و حين وصل السائق به إلى المستشفى العام -و المسافة بينهما لا تقل عن نصف ساعة بسرعة مناسبة- كان قد فارق الحياة .

ماذا يفعل الأطباء ، ألهذا كانوا يدرسون و يتكبدون العناء ما لا يقل عن سبع سنوات ثم الماجستير و الدكتوراه و يقسمون القسم و خلال كل هذه السنوات يتعلمون أن الطب رسالة !!!! ، أي رسالة هذه التي تودى بحياة الناس و تزيد آلامهم ؟ و أي نقود يطالبون بها تستحق أن تكون ثمنا لحياة هذا الشاب ، و غيرة بالتأكيد لم نعرف عنهم شيئاً .

يا سادتنا الأفاضل ممارسة الحرية و المطالبة بالحقوق ، لا تعني أبدا التقصير في الواجبات ، و إن كان هذا جائز لكل الفئات أنتم لا ، لأن مهنتكم مرتبطة بحياة الناس ، أتعاقبوننا بمرضنا لكي تأخذوا حقوقكم ، هذا مرفوض مرفوض مرفوض ، و من كان لا يدرك قيمة شهادة الطب و رسالته فليتركها أفضل هذا أشرف له ، و ليمتهن أي مهنة أخرى يمكنها أن تحقق له الربح الوفير دون خسائر في الأرواح .
و تحياتى لكل طبيب شريف عنده ضمير ، و أكثر الله من أمثالكم و ثبتكم في هذا الزمان الذي تضيع فيه كل القيم دون استثناء .
...تابع القراءة

أصبح المجتمع الإفتراضي -الإنترنت- الآن لا يقل أهمية أبداً عن المجتمعات الواقعية ، يتم التعارف فيه غاليا عن طريق المحادثات الكتابية - الشات  و هي الأكثر استخداماً - و من ثم تولد لدى الكثيرون رأي أنه لا يمكن تكوين صداقات بالمعنى الحقيقي للصداقة ، على الإنترنت لأنه مجرد تبادل لكلمات بدون شعور ،  لا تدرك إن كان الطرف الآخر صادقا أم لاو لكني أختلف مع هذا الرأي.


فهو مجتمع كغيره له قوانينه و حساباته و به الصدق و به الكذب ، و هذا يرجع في البداية إلى شخصية المستخدم ذاته و طريقته في حياته العادية غير أن الصفات تتضخم على الإنترنت ، فلو فرضنا أن شخصاً ما كاذباً في الحقيقة ففرصة يكون كاذباً بل مخادع على الإنترنت فهو يتكلم مع أشخاص جديدون كل ساعة و له أن يخبرهم ما يشاء و لا سبيل إلى كشف خداعه إلا بعد حين ،و كذلك من تعود الصدق فيكون من الصعب عليه جداً أن يتحول عن ذلك .

أما عن الصداقات فصدقنى   - و عن تجربه - يتيح الإنترنت التعرف على أشخاص رائعين قد لا يخطر ببالك أن تتعرف على أمثالهم في الحقيقة ، و يتوقف هذا على الموقع  الذي تم التعارف عليه و الهدف أيضاً ، فلكل موقع رواد و مستخدمين و نوع الموقع يشير ضمناً إلى فئة من يرتادوه بنسبه كبيرة ، و عندما تتحدث مع أصدقائك فإمكانك الإحساس بهم من كلماتهم التي يرسلونها ، فالحالة النفسية بالتأكيد تطغي على الكلمات و تكون الحروف المكتوبة أقرب ما يكون إلى الحروف المنطوقة، فمن منا لم يبكى لوجع صديق و فرح لفرحه و تفاعل مع مشاكله و كل هذا على الإنترنت ، هل هذا بلا شعور !!! لا أعتقد .
بل و الأكثر قد تتعرف على شركاء لك في مشروع خاص و جني الأموال - بالطرق المشروعة - بل و منهم أيضا من يعثر على شريك / شريكة حياته على الإنترنت :) .

شخصية الإنسان تظهر بوضوح في أي مكان يوجد فيه ، حتى لو كان هذا المكان إفتراضي ، و مجتمع الإنترنت مجتمع جميل إذا أحسنت اختيار من تتفاعل معهم .
...تابع القراءة

طريق النجاح للوصول لأي هدف له بداية و منتصف و نهاية ،يتحدث الكثيرون عن البداية و كيفية التحفيز ، و حماسة البدء تعطى دفعة للأمام ، و يتحدث آخرون عن النهايه و الوصول للهدف و فرحة الانتصار و مسئولية الإستمرار  ، و لكن ماذا عن  منتصف الطريق ؟ في رأيي أنه الأصعب .

عند منتصف الطريق تكون انجزت مهام عديدة لا يمكن اهمالها ، و لكنها مهام ناقصة أيضا لا يعتد بها ،  فلابد أن تكمل حتى تتوج ذلك بنجاح متكامل له معنى ، كأنك  خططت لرسم لوحة عن حديقة غناء تمتليء بالنباتات و الأشجار المثمرة ، و ما رسمته منها بالفعل هو مجموعة من الأعشاب في أقصى طرف اللوحة ، هل هذا له معنى إذا نظرت إليه الآن ؟  لابد أن تكمل حتى يكون لذلك الجزء الصغير معنى ، هي بداية جيدة  نعم و بدونها تكون اللوحة ناقصة ، و لكن هي بذاتها لا تمثل شيئاَ.

من يصل لمنتصف الطريق يحتاج لدعم كبير ممن حوله ، فبالرغم من إيمانة الكبير بهدفة و تخطيطة الجيد ، إلا أنه تنتابه فى بعض الأوقات لحظات ضياع ، لا يعلم أين هو ؟ و إلى أين يسير؟ نعم هي لحظات قصيرة و لكنها قاسية ، فيقف و يعيد ترتيب خطواته و يكمل الطريق ، و هو هنا في حاجه ماسة إلى من يدعمه و يشد بأزره و يقول له أكمل أنت في المسار الصحيح.

من يتعثر في منتصف الطريق قد يتركه بلا رجعه حين يتملك منه الإحباط ، و يتخلى عنه من حوله ، فلو شاهدت مرتبكاً متعثراً في الطريق فاقف بجانبه فهو في أمس الحاجة إليك.

...تابع القراءة

أصدقاء مدوني الكرام أعتذر عن الغياب الفترة الماضية فلقد انشغلت كثيرا فى عدة أشياء هامة و لا أخفي عليكم بعض المشاكل أيضاً فلم أكن أكتب خشيه أن لا تكون التدوينات على المستوى المطلوب و لكي لا  أنقل لكم حالتى النفسية التى كنت فيها ،  الحمد لله بدأت الأمور تستقر بشكل ما ، و سوف أعود قريباً ، دعواتكم .
لكم منى كل الإحترام و التقدير و أجمل باقة ورد ...
...تابع القراءة